إنتاج واستهلاك الطاقة يعد من معايير الرفاهية والتقدم في العصر الحالي. وبرغم من عراقة قطاع الطاقة في مصر وخبراته المتراكمة نسبيا والذي يصل انتاجه حاليا إلى نحو 59000 ميجاوات، إلا أن القطاع يعاني من عدم ملاحقتها للتطور الاستراتيجي من حيث:
- يتم إنتاج الجانب الأكبر من الطاقة الكهربائية من خلال المصادر الأحفورية وبالرغم من وجود المشروع العالمي بمنطقة بنبان بالطاقة الشمسية بمحافظة أسوان والذي تتجاوز تكلفته ملياري دولار. بقدرة اجمالية 1465 ميجاوات والذي يعد أكبر مشروعات الطاقة في الشرق الاوسط وافريقيا. وهناك ايضا مشروع جبل عتاقة بتكلفة 2.7 مليار دولار وبقدرة 2400 ميجاوات. كما ان هناك مشروعات الهيدروجين الاخضر بالعين السخنة، وهناك ايضا مشروع انتاج الكهرباء من الرياح في خليج السويس بتكلفة 4.3 مليار جنيه بقدرة 250 ميجاوات ومشروعات تحت الإنشاء من طاقة الرياح بطاقة 1700 ميجاوات.
ويلاحظ ان مشروعات الطاقة المتجددة المشار اليها تفتقد الرؤية المتكاملة والشمول الاستراتيجي لإنتاج الطاقة.
- محطة الضبعة للطاقة النووية بطاقة قدرها 4800 ميجاوات والذي بدأ التخطيط لها منذ بداية القرن الحالي بتكلفة استثمارية تتجاوز 21 مليار دولار. ويلاحظ ان الطاقة النووية اصبحت مصدرا لا يمكن الاعتماد عليه في الوقت الحالي سواء من حيث التكلفة ومخاطر الاشعاع النووي بالمقارنة بمصادر الطاقة المتجددة. كما ان الشريك العالمي (روسيا) لا يمكن الاعتماد عليه ف ظل الظروف الدولية الراهنة فينبغي استبعاد هذا المشروع نهائيا او تحويله الي مجرد محطة أبحاث نووية محدودة الحجم.
- وهناك مشروعات متفاوتة الحجم لتصدير الطاقة الكهربائية الي المملكة العربية السعودية والسودان وليبيا وقبرص واليونان.
يتضح مما سبق افتقار مخطط قطاع الطاقة في مصر للرؤية الاستراتيجية المتكاملة للتطور التكنولوجي في هذا المجال والذي ينبغي ان ينحصر في:
- الاستفادة القصوي وبالكامل من الطاقة المتجددة (شمس/مياه/رياح) وفي اقصر فترة ممكنة. وهذا يتطلب خطة للاستغناء التام عن مصادر الطاقة الاخري الاحفورية وغيرها.
ينبغي ايضا التجهيز المؤسسي الشامل للمشروع العالمي الذي يتم تجهيزه لانتاج الطاقة الذي يحصل علي مخرجات الطاقة من جميع الدول وفقا لقدراتها الانتاجية وتحصل كل دولة علي احتياجاتها من الطاقة بحيث يتم تحاسب الدول علي الفرق فيما بين الاستهلاك والانتاج.
هناك تطور عالمي واعد يمكن ان يؤثر علي قطاع الطاقة وهو انتاج السيارات الكهربائية التي تعتمد علي الطاقة الشمسية او المتجددة في المقام الاول وهو ما يمكن ان يؤدي الي تغيير تكنولوجي شامل في صناعة السيارات ونوصي بان يكون ادخال هذا التطور التكنولوجي علي جميع السيارات المنتجة او حتي المستعملة حالية من خلال تغيير محركاتها.
د.محمد فخري مكي
أستاذ تكنولوجيا المعلومات
جامعة الزقازيق
Leave A Comment